موضوع: إنما الناس كالإبل المائة الأربعاء 1 يوليو - 1:42:36
عن عبد الله بن عمر رضي اللهعنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنما الناس كالإبل المائة. لا تكادتجد فيها راحلة"
متفق عليه.
هذا الحديث مشتمل على خبر صادق، وإرشادنافع. أما الخبر، فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن النقص شامل لأكثر الناس، وأنالكامل – أو مقارب الكمال – فيهم قليل، كالإبل المائة، تستكثرها.
فإذا أردت منهاراحلة تصلح للحمل والركوب، والذهاب والإياب، لم تكد تجدها. وهكذا الناس كثير. فإذاأردت أن تنتخب منهم من يصلح للتعليم أو الفتوى أو الإمامة، أو الولايات الكبار أوالصغار، أو للوظائف المهمة، لم تكد تجد من
يقوم بتلك الوظيفة قياماً صالحاً. وهذاهو الواقع؛ فإن الإنسان ظلوم جهول، والظلم والجهل سبب للنقائص، وهي مانعة من الكمالوالتكميل. وأما الإرشاد، فإن مضمون هذا الخير، إرشاد منه صلى الله عليه وسلم إلىأنه ينبغي لمجموع
الأمة، أن يسعوا، ويجتهدوا في تأهيل الرجال الذين يصلحون للقيامبالمهمات، والأمور الكلية العامة النفع.
وقد أرشد الله إلى هذا المعنى في قوله: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِيالدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ}. فأمر بالجهاد،وأن يقوم به طائفة كافية، وأن يتصدى للعلم طائفة أخرى؛ ليعين هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء
هؤلاء. وأمره تعالى بالولايات والتولية أمر بها، وبما لا تتم إلا به، من الشروطوالمكملات. فالوظائف الدينية والدنيوية، والأعمال الكلية، لا بد للناس منها. ولاتتم مصلحتهم إلا بها، وهي لا تتم إلا بأن يتولاها الأكفاء والأمناء. وذلك
يستدعيالسعي في تحصيل هذه الأوصاف، بحسب الاستطاعة. قال الله تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَمَا اسْتَطَعْتُمْ}.