"كُلْ واشرب، والبَسْ وتصدق، من غير سَرَف ولا مَخيلة"
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 171 تاريخ التسجيل : 17/06/2009
موضوع: "كُلْ واشرب، والبَسْ وتصدق، من غير سَرَف ولا مَخيلة" السبت 27 يونيو - 2:51:03
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدهقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كُلْ واشرب، والبَسْ وتصدق، من غير سَرَفولا مَخيلة"
رواه أحمد وأبو داود. وعلقه البخاري.
هذا الحديث مشتمل على استعمال المال فيالأمور النافعة في الدين والدنيا، وتجنب الأمور الضارة. وذلك أن الله تعالى جعلالمال قواماً للعباد، به تقوم أحوالهم
الخاصة والعامة، الدينية والدنيوية. وقد أرشدالله ورسوله فيه – استخراجاً واستعمالاً، وتدبيراً وتصريفاً – إلى أحسن الطرقوأنفعها، وأحسنها عاقبة: حالاً
ومآلاً.
أرشد فيه إلى السعي في تحصيله بالأسبابالمباحة والنافعة، وأن يكون الطلب جميلاً، لا كسل معه ولا فتور، ولا انهماك فيتحصيله انهِماكاً يخلّ بحالة
الإنسان، وأن يتجنب من المكاسب المحرمة والرديئة ثمإذا تحصل سعي الإنسان في حفظه واستعماله بالمعروف، بالأكل والشرب واللباس، والأمورالمحتاج
إليها، هو ومن يتصل به من زوجة وأولاد وغيرهم، من غير تقتير ولا تبذير
وكذلك إذا أخرجه للغير فيخرجه في الطرق التي تنفعه، ويبقى له ثوابها وخيرها،كالصدقة على المحتاج من الأقارب والجيران ونحوهم، وكالإهداء والدعوات
التي جرىالعرف بها.
وكل ذلك معلق بعدم الإسراف، وقصد الفخر والخيلاء، كما قيده في هذاالحديث، وكما في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْيَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ
ذَلِكَ قَوَامًا}. فهذا هو العدل في تدبير المال: أنيكون قواماً (أي وسطا) بين رتبتي البخل والتبذير. وبذلك تقوم الأمور وتتم. وما سوىهذا فإثم وضرر، ونقص
في العقل والحال. والله أعلم.
(اهـ نقلا عن كتاب بهجة قلوبالأبرار للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي).
"كُلْ واشرب، والبَسْ وتصدق، من غير سَرَف ولا مَخيلة"